التخطي إلى المحتوى

يلا شوت:"الشرق" تناقش القضية الشائكة وتتساءل عن أسباب الغياب غير المبرر: لماذا تتجاهل لجنة الإعلام الرياضي دور الموفد ؟! - Yalla Shoot

–  منتخباتنا وأنديتنا تشارك في المنافسات القارية في غياب تام للوفود الإعلامية !

– بطل آسيا يخوض أقوى تصفيات مونديالية وحيداً في القارة الآسيوية بشكل غريب وعجيب

– اتحاد الكرة أرسل خطابات للجنة لترشيح موفد على الأقل في التصفيات ولكنها قوبلت بالرفض!

– السوشيال ميديا مكملة لدور الصحف والإعلام المتمرس في تغطية الأحداث الكبرى وليس العكس

– مطلوب عقد جلسة بين وسائل الإعلام واللجنة في أقرب وقت لحل المشكلة خدمة للرياضة القطرية

– بطولة كأس الخليج 26 بالكويت على الأبواب وأخبار عن نية اللجنة تجاهل البطولة العريقة

– الأندية المشاركة بدوري أبطال النخبة وآسيا 2 وجهت المراسلات وطالبت بموفد دون جدوى

– لجنة الإعلام الرياضي تتحجج في كل مرة بموضوع الميزانية وغياب السيولة المالية !

– ماذا استفاد إعلامنا من تنظيم الحفلات الخاصة بجوائز الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية؟!

– كيف يتم تقليص مهمة الموفد والسفر قبل يوم واحد من المباراة وهناك مؤتمرات صحفية؟

– اللجنة قطعت تواصلها نهائياً مع الصحف ولا توجد قنوات اتصال أو تعاون وغياب كلي عن الواقع

دائما ما كان يتردد على مسامعنا، ولا يزال، أن الإعلام الرياضي شريك أساسي في النجاح الرياضي وأنه جزء أصيل لا يمكن الاستغناء عنه في مواكبة وتغطية الأحداث والتظاهرات والبطولات التي تشارك فيها منتخباتنا وأنديتنا وتخوض استحقاقاتها ليس داخل الوطن فقط وإنما خارجه أيضا، ولكن هذا الطرح لم يعد ينسجم مع الواقع الحالي ولا يعكس ما يدور ويجري حقيقة في فضاء الإعلام الرياضي المحلي وتحديدا فيما يتعلق بالإعلام المكتوب الذي تمثله الصحف المحلية، حيث إنه منذ فترة ليست بالقصيرة لم نعد نسجل له أي حضور أو تواجد فعلي في المشاركات الخارجية لمنتخباتنا وأنديتنا قاريا.

فبعدما كان الموفدون الصحفيون للصحف المحلية متواجدين بشكل لافت ويسجلون حضورهم الدائم ولسنوات طويلة فيما سبق بمختلف البطولات والأحداث الرياضية في المنطقتين الخليجية والعربية وعلى الصعيد الآسيوي والعالمي والأولمبي والتي تكون المنتخبات والأندية الوطنية مشاركة في منافساتها من أجل تغطيتها ونقل تفاصليها بدقة ومهنية عاليتين ورصد أحداثها وما يدور في الكواليس للقراء والمتابعين ولتوثيق الإنجازات التي تحققها رياضاتنا، نلاحظ أنه في الفترة الأخيرة تم تغييب الموفد الإعلامي أو الموفدين الإعلاميين من صحفنا الوطنية بشكل عام عن التواجد في المشاركات الخارجية لأنديتنا ومنتخباتنا الوطنية بطريقة غير مبررة وغير مفهومة على الإطلاق.

فمثلا على سبيل المثال وليس الحصر لم يرافق منتخبنا الوطني لكرة القدم في أول مباراتين خاضهما خارج أرضه أمام كل من منتخبي كوريا الشمالية وإيران ضمن المرحلة الثالثة من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026 أي موفد صحفي، وكذلك كان الوضع بالنسبة لأنديتنا السد والريان والغرافة التي تخوض منافسات دوري أبطال آسيا للنخبة والوكرة المشارك في دوري أبطال آسيا 2 لهذا الموسم !..ناهيك عن الرياضات والاتحادات الرياضية الأخرى مثل كرة اليد والطائرة والسلة وغيرها…

   – مبررات صادقة أم واهية؟!
من المنطقي والطبيعي أن يتم التساؤل عن الحجج والمعطيات التي يتم تقديمها لتبرير أسباب ظاهرة غياب أو تغييب الموفدين الصحفيين من الجرائد الوطنية في المشاركات الخارجية لرياضتنا الوطنية والتي تضيع هيبة وحقوق الصحافة الرياضية المكتوبة، وحسب ما يتردد ويقال  بأن سبب غياب الموفد في المهمات الخارجية هو العامل المادي بحجة أن الميزانية المرصودة لتسييرها وتدبير أمورها وأنشطتها لم تعد تتحمل الإنفاق على الموفدين الصحفيين خارج حدود الوطن!
ولكن كم يكلف الموفد الإعلامي لجنة الإعلان الرياضي عندما يرافق المنتخب أو النادي في مهمة وطنية تم تقليص مدتها أساسا إلى أن بات السفر يتم في يوم المؤتمر الصحفي للمباراة التي ستقام في اليوم اللاحق ولا تتجاوز مهمة السفر ثلاثة أيام في أحسن الأحوال عندما يتعلق الأمر بمباراة في كرة القدم!! للعنابي مثلا أو أحد الأندية الكروية!

وكأن الموفد الصحفي حتى وإن تعلق الأمر بمنافسة خارجية رسمية بات حمولة زائدة أو عبئا بينما في المقابل تصرف اللجنة ذاتها أموالا طائلة في استضافة أحداث تراها مهمة جدا بالنسبة لها وتنظيم أخرى لا ننكر ولا نقلل من حجم أهميتها لما للرياضة من قوة ناعمة أو لبقاء الأضواء مسلطة على الاشعاع الرياضي التي تشهده دولتنا علما بأن قطر رسخت مكانتها في دنيا الرياضة حتى لقبت بعاصمة الرياضة العالمية، وبلغ ذلك ذروته بتنظيمها عام 2022 للنسخة الأفضل على الإطلاق في تاريخ بطولة كاس العالم، ولا تزال سائرة في الطريق ذاته بتنظيمها العديد من البطولات العالمية والقارية والإقليمية مستقبلا.

    – المنسق بدل الموفد !
يحدث هذا الغياب الكلي على الرغم من وجود جهة مختصة هي لجنة الإعلام الرياضي القطري، العضو الفاعل والمؤثر جدا في الاتحاد الدولي والآسيوي والعربي للصحافة الرياضية، التي يدخل من ضمن اختصاصاتها إرسال موفد أو موفدين من الصحف كلما تعلق الأمر بمشاركة خارجية للرياضة القطرية.

استنادا لما سبق يبدو أن الموفد الصحفي لم يعد له محل من الإعراب في قاموس لجنة الإعلام الرياضي التي بعدما بدأت في السنوات الأخيرة بالتقليص التدريجي، رويدا رويدا، لحجم التمثيل الصحفي في المشاركات الخارجية لرياضتنا الوطنية أحجمت في النهاية وامتنعت عن إرسال أي موفد إلى أي مباراة أو حدث أو بطولة تقام خارج حدود الوطن..بالإضافة إلى ذلك أصبحت الأندية والاتحادات الرياضية شريكة بدورها في ترسيخ ظاهرة تغييب الموفد الصحفي عن مرافقتها ضمن وفودها بالامتناع هي الأخرى عن توجيه كتب رسمية للجنة الإعلام الرياضي كما كان متعارفا عليه سابقا من أجل طلب موفد أو موفدين صحفيين لتغطية مشاركاتها الخارجية، في الوقت الذي نشاهد أندية خليجية جاءت للدوحة بوفد إعلامي كبير، فمثلا العين الإماراتي في مواجهته ضد الغرافة بدوري أبطال النخبة جاء بترسانة إعلامية للدوحة.

فالواقع بات يكشف أيضا أنه لم يعد هناك أي قيمة مهنية أو حساب للموفد الصحفي بالنسبة للأندية والاتحادات الرياضية كذلك والتي بات أغلبها يفضل الاعتماد على المنسقين الإعلاميين الذين يعملون موظفين معتمدين لديها والذين يرافقونها في تنقلاتها ورحلاتها الخارجية في القيام بإرسال أخبار عن مشاركاتها وبث تقارير على مواقعها الإلكترونية وحساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي تكون في أحسن الأحوال مقتضبة وذات طبيعة خبرية وليست تحليلية حسب ما تريده وما تشتهيه هي وتتلاءم مع توجهاتها وقناعاتها وليس كما يقتضيه العمل الصحفي وما يرغب في معرفته القارئ بالشارع الرياضي، وبعيدة كل البعد عن عمل الإعلامي المتمرس الذي يضع المتابع والقارئ في قلب الحدث فعلا.

ولأن الصحف المحلية إزاء هذا الوضع الذي فُرض عليها قسرا باتت مضطرة للاعتماد على أخذ ما ينشر في تلك المواقع الإلكترونية للأندية والاتحادات الرياضية عن مشاركاتها ومبارياتها الخارجية بالإضافة لبذل مجهودات ذاتية في الحصول على مزيد من الأخبار والتصريحات حتى تكون تغطيتها للحدث أوسع، قد يكون ذلك أيضا واحدا من الأمور والعوامل التي تشجع تلك الاتحادات والأندية على تجاهل المرافق الصحفي والاستغناء عن تواجده معها، ولكن دائما ما تكون الرسالة ناقصة وبعيدة كل البعد عن العمل الإعلامي الفعلي.

    – غياب وتهميش
في الأخير نتساءل: هل عدم اهتمام لجنة الإعلام الرياضي بفرض وجود موفد إعلامي من الصحف المحلية على الأقل في المشاركات الخارجية لمنتخباتنا وأنديتنا لا يضر بتطوير المشهد الصحفي الرياضي الذي لا ينحصر فقط في الجانب المرئي من خلال القنوات الفضائية ولا على المواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي ؟..وهل تحجيم وتهميش دور الصحف الرياضية المحلية في هذا الجانب يعكس توجهات اللجنة الأولمبية الرياضية التي تنضوي تحتها مختلف الاتحادات الرياضية ولجنة الإعلام الرياضي؟..

   – تكامل بين السوشيال ميديا والصحف الورقية
طالب أحد الإعلاميين القطريين الذي رفض الكشف عن اسمه أو مسماه الوظيفي بأن يكون هناك تكامل بين الجرائد والسوشيال ميديا فيما يخص إرسال الموفدين الإعلاميين مع البعثات القطرية المشاركة في المحافل القارية والعالمية، وقال: للأسف هناك غياب تام خلال آخر سنتين للبعثات الإعلامية التي ترافق منتخباتنا وأنديتنا، وأصبح التركيز بشكل كبير على السوشيال ميديا على حساب الجرائد وحتى وسائل الإعلام المرئية مثل القنوات التلفزيونية ولكن هذا غير معقول ويجب ان يكون هناك تكامل بين جميع المؤسسات الإعلامية من أجل تقديم مادة إعلامية قوية ومميزة.

وتابع تصريحاته لـ الشرق قائلا: نعم مواقع التواصل الاجتماعي تمتاز بالسرعة في نقل المعلومات والأخبار ولكن هناك مشاركات قارية وعالمية لمنتخباتنا تتطلب وجود صحفي متمرس مع الوفد من اجل التغطية والمتابعة ومعاجلة أي مشكلة قد تحدث للوفد خلال المشاركة لان الناشط على مواقع التواصل في العادة ليس صحفيا وغير ملم بالصحافة، وأذكر أنه في مرة من المرات كان أحد منتخباتنا مشاركا في التصفيات القارية ولم يجد صحفيا واحدا يطرح سؤالا على المدرب خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد وقتها خارج الدوحة ومثلما دخل المدرب للمؤتمر خرج منه وهو شيء مسيء للمنتخب وللبلد وكان من المفروض ان يتواجد صحفيون..مؤكدا في الوقت نفسه ضرورة إيجاد حل للمشكلة في أقرب وقت ممكن.

   – علي عيسى: التقصير تتحمله اللجنة والمؤسسات الإعلامية
قال الإعلامي القطري علي عيسى تعليقا على موضوع غياب الموفدين الإعلاميين مع بعثتنا الوطنية التي تشارك في البطولات والمنافسات القارية ان الواقع المعاش فرض، سواء على لجنة الإعلام أو المؤسسات الإعلامية، هذا التقصير المشترك بغياب الوفود الإعلامية مع منتخباتنا وأنديتنا المشاركة قاريا، وواصل قائلا: لا يجب ان نحمل المسؤولية للجنة الإعلام فقط وليس في كل مرة هي من تبادر بإرسال الموفدين وتحمّل أعبائهم المادية، ويجب على المؤسسات الإعلامية هي الأخرى ان تبادر وان ترسل موفدين على حسابها لتغطية الأحداث الكبرى.

وتأسف علي عيسى للوضع الذي يعيشه إعلامنا مؤخرا وقال: لماذا تغييب التغطية الإعلامية الكبيرة والمميزة مثلا لمنتخبنا الوطني لكرة القدم وهو يشارك في أهم حدث رياضي وهي تصفيات كأس العالم 2026، والتي نطمح فيها للتأهل لاول مرة في تاريخنا عن طريق التصفيات فلا الجرائد ولا حتى التلفزيونات أعطتنا تلك التغطية المهمة التي تشعرنا بأهمية هذا الحدث الكبير وصراحة انفصلنا عن الواقع وتراجعنا كثيرا بعد نهائيات كاس العالم 2022.
وطالب علي عيسى بضرورة ان تجلس المؤسسات الإعلامية من خلال ممثليها مع لجنة الإعلام لدراسة الوضع والبحث عن الحلول لخدمة الرياضية والإعلام القطري، وتدارك هذا القصور الكبير الذي لا يخدم مصلحة الرياضة القطرية بصفة عامة، كما أرجع علي عيسى هذا التراجع وغياب الوفود الإعلامية كذلك للوضع الذي تعيشه مؤسساتنا الإعلامية وخاصة الرياضية بتخفيض عدد الصحفيين وغياب الملاحق الرياضية وهو ما جعل لجنة الإعلام تقلل من الموفدين..وأشاد علي عيسى بدور لجنة الإعلام من خلال تنظيم حفل الجوائز السنوي وتواجدها بقوة في كونغرس الاتحاد الدولي للصحافة وهو ما جعل للجنة الإعلام القطرية دور بارز على الساحة الخليجية والعربية والآسيوية وحتى الدولية.

 

يلا شوت:"الشرق" تناقش القضية الشائكة وتتساءل عن أسباب الغياب غير المبرر: لماذا تتجاهل لجنة الإعلام الرياضي دور الموفد ؟! - Yalla Shoot