التخطي إلى المحتوى

يلا شوت محمد عيسى الفضالة رئيس الاتحاد القطري لألعاب القوى في أول حوار حصري لـ "الشرق": اتحاد القوى مصنع للأبطال.. وصاحب إنجازات منذ التسعينيات Yalla Shoot

– فرض الانضباط من أسباب نجاح القوى القطرية.. وأي لاعب مقصر سيُحاسب

– لست راضياً على الحصيلة الآسيوية في بانكوك وكنا قادرين على تحقيق المزيد   

– الإصابات الخطيرة  كانت قادرة على إنهاء مسيرة عبدالرحمن صامبا

– أحلم بتواجد فريق 4 ☓ 400 متر في نهائي مونديال اليابان 2025

– سنواصل دعم بطولة تحدي الجاذبية باعتبارها علامة قطرية مسجلة   

– نحن محظوظون بدعم اللجنة الأولمبية القطرية ونعمل وفقاً لرؤيتها

– سنعلن قريباً عن مشروع لاكتشاف المواهب الرياضية بين طلاب المدارس

– لدينا شراكة إستراتيجية مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي واتحاد الرياضة المدرسية

– نمتلك أبطالاً جدداً سيحلقون بمستقبل القوى القطرية في سماء الإنجازات   

نجحت ألعاب القوى العنابية في كتابة اسم قطر بأحرف من ذهب في سجلات الإنجازات العالمية والأولمبية على مدار سنوات طويلة، وهو ما جعلها تتبوأ مكانة مرموقة في خريطة الرياضة على كافة المستويات محليا وقاريا ودوليا، حيث شهدت مسيرة حافلة بالمواهب الرياضية في مختلف الاختصاصات، والتي رفعت خلالها الراية الوطنية عاليا على مدار 40 عاما، وبالتحديد منذ أول مشاركة في دورة الألعاب الاولمبية في عام 1984 بلوس انجلوس، والتي نافست خلالها البعثة العنابية في ثلاث رياضات وهي ألعاب القوى والرماية وكرة القدم، قبل أن تحرز قطر ميداليتها الأولى في أولمبياد برشلونة 1992، عبر العداء البطل محمد سليمان الذي دشن خزنة قطر الأولمبية بإحراز الميدالية البرونزية لسباق 1500 متر.

واستمر حمل المشعل الأولمبي للرياضة القطرية،عبر الصقر الذهبي معتز برشم الذي أحرز 4 ميداليات ملونة بواقع ذهبية في طوكيو 2021 وفضيتي لندن 2012 وريو دي جانيرو 2016 وبرونزية باريس 2024.
وفي هذا السياق خص السيد محمد عيسى الفضالة رئيس الاتحاد القطري لألعاب القوى صحيفة الشرق بأول حوار خاص وحصري تحدث خلاله عن سلسلة الإنجازات والنجاحات التي حققتها أم الألعاب القطرية في مختلف المحطات، الى جانب الخطط والاستراتيجيات المسقبلية التي وضعها الاتحاد من أجل تعزيز حضور دولة قطر على منصات التتويج العالمية والأولمبية في قادم الاستحقاقات:

– في البداية حدثنا عن تقييمك للمشاركة القطرية التي شهدها أولمبياد باريس 2024 ؟
 أولمبياد باريس كانت محطة أساسية بالنسبة للرياضة القطرية، حيث شكلت تحديا كبيرا بالنسبة لنا منذ البداية، عبر تأهيل أكبر عدد ممكن من اللاعبين للمشاركة في هذا التحدي الأولمبي، وفيما بعد المنافسة على بلوغ الأدوار النهائية ومنصات التتويج.

وبالنسبة لنا داخل الاتحاد القطري لألعاب القوى نحن راضون عن آدائنا خلال المشاركة في الأولمبياد رغم أنه كان بالإمكان أفضل مما كان، لكن قدر الله وما شاء فعل، علينا الاستفادة من هذه الدروس من اجل التحضير للاستحقاقات المقبلة.
لا بد من التأكيد ايضا بأن الألعاب الاولمبية لها وضع خاص بالنسبة للاعبين سواء على مستوى إعداد الرياضيين أو مشاركتهم والضغوطات التي يعيشونها، حاولنا قدر المستطاع رفع هذه الضغوطات عن اللاعبين من أجل مساعدتهم على تقديم أفضل ما لديهم، لا سيما في ظل الجهود التي يبذلها الاتحاد الدولي لالعاب القوى من اجل زيادة المستويات للتحديات الصعبة بهدف تحطيم المزيد من الارقام القياسية في المستقبل.

– الاتحاد القطري لألعاب القوى يعتبر اتحادا ذهبيا بانجازاته الكبيرة قاريا ودوليا..ألا ترى ان المسؤولية مضاعفة عليكم من اجل مواصلة تحقيق المزيد من الانجازات؟
 بكل أمانة كل من جلس على كرسي رئيس الاتحاد القطري لألعاب القوى.. وهو يعلم أنه سيواجه تحديات كبرى على كافة المستويات، وبالنسبة لي كانت أمامي تحديات جمة لا سيما أنني توليت في البداية منصب أمين السر العام وبالتحديد منذ 2016، وبصفة عامة كل رئيس اتحاد سيخضع للضغوطات التي تفرضها التحديات الكبرى برياضة أم الالعاب محليا ودوليا.
كما أن اتحاد القوى هو اتحاد ذهبي وصاحب إنجازات منذ التسعينيات والى الآن، حيث شاركت ألعاب القوى القطرية في الالعاب الاولمبية منذ 1984 بلوس انجلوس قبل أن تظفر بأول ميدالية في برشلونة 1992، لهذا نمتلك ارثا كبيرا وكل الرؤساء الذين مروا على الاتحاد القطري لالعاب القوى جلبوا الانجازات الخالدة للرياضة القطرية.
وبالنسبة لنا نحن نعمل ضمن فريق عمل متكامل من اجل توزيع المهام وفقا لمنظومة منسجمة ومتكاملة لتحقيق الاهداف المخطط لها مع اللجنة الاولمبية القطرية.

– ما هي الخطط التي وضعها الاتحاد لتعزيز مسيرة أم الالعاب القطرية في قادم الاستحقاقات الخارجية؟
 في عام 2025 ستكون لدينا العديد من الاستحقاقات الكبرى للقوى القطرية، سواء دورات مجمعة او البطولات التابعة للاتحاد الدولي او الاسيوي، والهدف بالنسبة لنا في العام المقبل سيكون بطولة العالم في طوكيو 2025، الان بالنسبة لنا هناك تعاون كبير بين الاتحاد واسباير، حيث تمتد هذه الاستراتيجية مع المؤسسة اسباير من اجل اعداد اللاعبين للمشاركات الخارجية وان شاء الله تكون مخرجاتنا مع باقي الشركاء كما تم التخطيط لها.

– هل هناك خطط لصناعة ابطال جدد في ام الالعاب القطرية؟
 طبعا ألعاب القوى القطرية ومنذ نشأتها دائما في مرحلة جذب لاعبين مميزين سواء من الاندية او اسباير، وان شاء الله سنشهد ولادة المزيد من الابطال قريبا، الان هناك عدد من الرياضيين الذين انتقلوا من مرحلة الناشئين الى الشباب، وقريبا سينضم 5 لاعبين الى الفريق الاول لالعاب القوى من اجل المشاركة في كافة الاستحقاقات المرتقبة، هدفنا اغلاق الخانات الفارغة في فئة الرجال، وهذه هي الاستراتيجية التي نعتمدها لصناعة ابطال جدد.
الاتحاد القطري لالعاب القوى يظل دائما مصنع للابطال، وهناك كوكية كبيرة نعمل عليها في مرحلتي الناشئين والشباب وان شاء الله سنشهد العديد من الاسماء التي ستحلق بام الالعاب عاليا، علينا الصبر عليهم وألا نستعجل النتائج.

– هل هناك جهود لاثناء البطل الاولمبي معتز برشم عن قرار اعتزاله الاولمبي من اجل المشاركة في اولمبياد 2028؟
 نعم هناك جهود لاثناء معتز برشم عن الاعتزال الاولمبي، حيث ان تصريحه احدث ضجة كبيرة ليس على المستوى المحلي فقط بل على المستوى العالمي، باعتباره احد اساطير العاب القوى الاولمبية والعالمية بحصوله على 4 ميداليات.
برشم يعلم متى ينهي مسيرته، وقد جلست معه في باريس خلال الاولمبياد، الان هو في مرحلة الراحة وسنجلس معه في مناسبة ثانية وسنتحدث في مواضيع مهمة في حياته الاحترافية، واتمنى ان يكون موجودا في لوس انجلوس 2028.

– ما هي الاسباب الحقيقية التي تقف وراء تراجع مستوى صامبا خلال الاعوام الاخيرة؟
 عبدالرحمن صامبا غير محظوظ لان سيرته تضررت بسبب كثرة الاصابات، واتمنى ان ارى صامبا في مستواه خلال عام 2018 بكامل لياقته وبدون اصابات تذكر، لانه سيكون حينها هو الرقم الصعب في سباق 400 متر حواجز عالميا واولمبيا.
لا بد من التأكيد ان مرحلة التعافي لدى صامبا انطلقت قبل دورة الالعاب الأولمبية، بستة اشهر حيث بذل عداؤنا جهودا كبيرة من أجل تعزيز قدراته بمرحلة تحمل السرعة القصوى وهو ما عطل صامبا وجعله ينهي في المركز السادس بنهائي السباق الاولمبي 400 متر حواجز، لا سيما وأن مرحلة العلاج استمرت لفترة طويلة.
الاصابات كانت قادرة على انهاء المسيرة الرياضية لعبدالرحمن صامبا لكن الحمد لله بفضل عزيمة بطلنا واختيار الفريق الطبي الذي اجرى له العمليات نجح في العودة الى مضامير السباقات من جديد.
وعقب الأولمبياد شارك صامبا في لقاءين ماسيين واحرز المركز الثاني في كليهما مع تحقيق ارقام شخصية جديدة تؤهله للمركز الرابع في الترتيب العام للدوري الماسي، وعموما كان بالامكان افضل مما كان بالنسبة لصامبا واتمنى ان يبدأ الموسم بدون اصابات وان ينافس على منصات التتويج بمونديال العاب القوى في طوكيو.

– منتخبنا حل خامسا في البطولة الآسيوية في بانكوك بأربع ميداليات ملونة.. كيف تقيمون هذه النتائج؟
 في الحقيقة لم اكن راضيا بالمرة عن حصادنا في البطولة الآسيوية الماضية ببانكوك، وكنت أتمنى تحقيق المزيد لكن نحن نعمل ونجتهد وغيرنا بدوره يعمل بجد ولكل مجتهد نصيب، وهناك بعض المسابقات والسباقات التي كنا نطمح فيها للصعود على منصات التتويج وحصد بعض الميداليات، الآن الدرس واضح عند بعض اللاعبين الذين كان لديهم قصور على مستوى الجاهزية، لهذا ستكون لنا محاسبة قوية لاي لاعب مقصر في قادم الاستحقاقات التي نشارك فيها.
ومن الاسباب التي تقف وراء نجاح القوى القطرية هو فرض الانضباط على الجميع، بداية من بطلنا الاولمبي معتز برشم الى غاية اصغر لاعب في المنتخب.. لدينا فريق عمل مهمته الأساسية متابعة ابطالنا ومراقبتهم على مدار الموسم وخلال المعسكرات لتصحيح الأخطاء وتغيير خطط العمل بما يتناسب مع الأهداف المرسومة للبطولات المقبلة، وكل لاعب يقصر يعلم انه سيحاسب.

– ما هي تطلعاتكم خلال المشاركة ببطولة العالم لالعاب القوى المقبلة في طوكيو 2025؟
 حلمي كرئيس اتحاد ان يتواجد فريق 4 في 400 مشاركا في نهائي بطولة العالم المقبلة 2025، وهو هدف استراتيجي بالنسبة للاتحاد، نحن ابطال في هذا السباق قاريا حيث نلنا الميدالية الذهبية في اسياد 2018، والميدالية الفضية في آسياد 2023، ونتمنى ان نوفق في بعض المسابقات التي سنشارك فيها لأول مرة، كما نتطلع للحفاظ على سجلنا الذهبي والصعود على منصات التتويج في المسابقات التي شهدت تألق القوى القطرية خلال الاعوام الماضية على غرار سباق 400 متر حواجز ومسابقة الوثب العالي، وهو طموح مشروع وان شاء الله سنعمل على تحقيقه.

– ما هي الاستراتيجية التي يعتمدها الاتحاد لنشر رياضة العاب القوى داخل المجتمع في قطر؟
 الاتحاد شارك في وضع منهج العاب القوى بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي على مستوى المرحلتين الابتدائية والاعدادية، وبالاضافة الى هذه الشراكة الاستراتيجية مع الوزارة فلدينا تعاون وثيق ايضا مع البرنامج الاولمبي المدرسي واكاديمية اسباير.

– هل هناك برنامج خاص لاستقطاب المواهب القادرة على رفع الراية الوطنية في الاستحقاقات الخارجية الكبرى؟
سنعلن قريبا عن مشروع استراتيجي لاكتشاف المواهب الرياضية، بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي والاتحاد القطري للرياضة المدرسية والذي سينطلق خلال شهر اكتوبر الجاري، وسنركز من خلاله على الموهوبين من طلاب المرحلة الاعدادية والثانوية من اجل ضمهم للمنتخبات وصقل مواهبهم وتأهيلهم لدخول غمار المنافسة بصفة تدريجية محليا وخارجيا.

– تقومون بتجهيز شباب القوى العنابية من اجل المنافسة بقوة في اسياد 2026.. كيف تسير خطط الاعداد؟
 فعلا هذا مشروع استراتيجي للجنة الاولمبية القطرية، وهي لا تتوقف على اتحاد العاب القوى بل تمتد لتشمل بقية الاتحادات الرياضية.
الان نحن نعمل ضمن منظومة متكاملة تضم كافة رؤساء الاتحادات من اجل التحضير بافضل صورة ممكنة للالعاب الاسيوية 2030، وبالنسبة لاتحاد القوى فنحن انطلقنا فعليا بعد نهاية اولمبياد 2024، في التحضير للالعاب الاسيوية المقبلة باعتبارها محطة اساسية بالنسبة لنا وايضا لكل دول اسيا.

– هل تطمحون للتواجد ضمن الثلاثة الاوائل خلال دورة الألعاب الآسيوية التي ستستضيفها قطر في 2030؟
 حاليا تحتل القوى القطرية المركز الخامس بالنسبة للرجال، ونطمح فعلا للتواجد ضمن الثلاثة الاوائل في بطولة الالعاب الاسيوية الدوحة 2030، لذا سيكون آسياد 2026 مؤشرا حقيقيا لمسارنا في النسخة التي تليها بالدوحة.

– بالنسبة لبطولة تحدي الجاذبية..هل هناك نية لاستمرارها بعد النجاح الباهر للنسخة الاولى هذا العام؟
 كرئيس اتحاد انا من أول الداعمين لهذا المشروع، لا سيما وان دولة قطر تعد من رواد تنظيم البطولات والاحداث العالمية الكبرى، وسنقوم بالاعداد للنسخة المقبلة التي اتوقع لها نجاحا باهرا على غرار ما شهدته النسخة الاولى، التي اصبحت علامة قطرية مسجلة وهي ايضا تساهم في تجميع النقاط المؤهلة للبطولات العالمية والأولمبية.

– أين تتواجد العاب القوى على مستوى خريطة الرياضة القطرية سواء تنظيميا او فنيا؟
 الشارع الرياضي هو الحكم في هذه المسألة، والحمد لله القوى القطرية اصبحت ضيفا دائما على منصات التتويج العالمية والأولمبية، لان هدفنا الاساسي في اي بطولة توضع على الروزنامة هو صعود اكبر عدد ممكن من الأبطال على منصة التتويج للمساهمة في اعلاء الراية الوطنية عاليا، وهذا ما نعمل على غرسه لدى اللاعبين الناشئين من اجل جعل العاب القوى القطرية مقياسا لنجاح الرياضة القطرية.
صناعة البطل على مستوى الالعاب الاولمبية ليست امرا سهلا، لان مثل هذه التحديات لها نوعية معينة من اللاعبين الذين يمتلكون مواهب كبيرة وشخصية قوية الى جانب الاستعدادات البدنية والفنية والذهنية، كل هذه العوامل تساهم حتما في خلق جيل جديد من الأبطال.
بالنسبة لنا كمجلس ادارة داخل الاتحاد نفتح صدورنا للشارع الرياضي ونعمل بكل الملاحطات التي نتلقاها وايضا الانتقادات ان وجدت، من اجل التصحيح والتعديل ونعدهم دائما بان تتواجد العاب القوى القطرية على منصات التتويج.

– ماذا عن الاستعدادات للمشاركة في بطولة العاب غرب آسيا للشباب بالعراق؟
 نحن نعتبر ان فئة الشباب مهمة للغاية ضمن استراتيجية الاتحاد، لذا سيكون هناك عدد من الاسماء الجديدة التي ستشارك في هذا الاستحقاق الاقليمي، واتوقع ان نشهد مشاركة 16 رياضيا من قطر في هذه البطولة.

– هناك دعم كبير من سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني رئيس اللجنة الاولمبية لاتحاد ألعاب القوى..ألا ترى ان هذا الدعم ساهم في تعزيز إنجازات القوى القطرية؟
 نحن محظوظون جدا بالمتابعة والدعم الذي نحظى به من سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني رئيس اللجنة الأولمبية القطرية، وأنا أشعر بالفخر لهذا الأمر، وفي نفس الوقت نشعر بالضغط لعمق المسؤولية، لان تحقيق الاهداف برؤية اللجنة الأولمبية دائما تكون مهمة صعبة، وهذا ما يملي علينا العمل باقصى طاقاتنا وجهودنا للوصول الى الأهداف الكبرى المرسومة.
نتمنى ألا نخيب ظن سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني وكل أهل قطر، حتى تواصل العاب القوى القطرية تواجدها كمرآة عاكسة للنجاحات التي تحققها دولة قطر على المستوى الرياضي.

يلا شوت محمد عيسى الفضالة رئيس الاتحاد القطري لألعاب القوى في أول حوار حصري لـ "الشرق": اتحاد القوى مصنع للأبطال.. وصاحب إنجازات منذ التسعينيات Yalla Shoot